النجف الأشرف – بانيقيا نيوز
بمشاعر الإيمان والولاء، وفي أجواء روحانية تخترق حدود الجغرافيا وتلامس عمق العقيدة، رفرفت راية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) على امتداد 67 نقطة في شتى بقاع الأرض، ضمن فعاليات أسبوع الغدير الدولي الرابع عشر لعام 1446هـ، الذي تقيمه وترعى فعالياته العتبة العلوية المقدسة.
وتحوّلت هذه المبادرة المباركة إلى لوحة إيمانية جامعة، تخطها القلوب قبل الأعلام، وتُجسد من خلالها العتبة العلوية عمق الحضور العقائدي لنهج الولاية في ضمير الأمة، عبر رفع راية البيعة المباركة في مختلف القارات، من الشرق إلى الغرب، ومن الجنوب إلى الشمال.
القارة الآسيوية كانت الأكثر حضورًا في هذا المشهد الولائي، حيث رُفعت الراية في 42 نقطة، توزعت بين دولٍ منها: العراق (4 رايات)، إيران (4)، السعودية، البحرين، الهند، باكستان، الصين، الكويت، عمان، لبنان وغيرها، ما يعكس اتساع رقعة الولاء في قلب العالم الإسلامي.
أما في القارة الأوروبية، فقد تزينت سماؤها بـ 13 راية رفرفت في دول عدة بينها: ألمانيا، السويد، فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، هولندا، سويسرا، تركيا، النرويج، مؤكدة أن نداء الغدير قد بلغ القلوب والعقول رغم بعد المسافات واختلاف اللغات.
وفي أمريكا الشمالية، سُجل رفع 5 رايات في كندا وعدة ولايات أمريكية هي: نيويورك، واشنطن، ميشيغان، ونيوجيرسي، فيما شهدت القارة الأفريقية رفع 6 رايات في كل من: أوغندا، نيجيريا، كينيا، تنزانيا، سيراليون، وساحل العاج، وامتدت بركة الغدير لتصل إلى أستراليا التي استقبلت الراية في أجواء عامرة بالمحبة والولاء.
هذا الحدث الذي رعته العتبة العلوية المقدسة لم يكن مجرّد رفع لراية، بل هو تجسيد رمزي لبيعة خالدة تُجددها قلوب المحبين في كل مكان، وتأكيد على أن الغدير ليس واقعة تاريخية فحسب، بل هو منهج حياة، وعهد ولاء أبدي للإمام عليّ (عليه السلام)، ميزان الإيمان ووصي الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
وما هذه الرايات التي علت في سماء العالم إلا أصواتٌ تنادي: أن عليًّا لا يزال في القلوب سيّدها، وفي الأرواح إمامها، وفي الضمائر ميزانها.
عيد الغدير هو عيد الله الأكبر، وهو مناسبة لا تنطفئ جذوتها، بل تتجدد في كل عام، وتنبض بها قلوب الملايين من أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، في كل زاوية من زوايا هذا الكوكب، حيث يرفع المؤمنون رايات البيعة، ويصدحون بنداء الولاية:
“من كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه”.
