
في عالم السياسة، هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، وأهمها الكرامة الوطنية. ما حدث مؤخرًا من تجاوزات غير أخلاقية بحق الشعب العراقي في إحدى الفعاليات من قبل الجمهور الأردني الحبيب ليس مجرد هتافات عابرة، بل هو إهانة صريحة تستوجب موقفًا رسميًا واضحًا من الحكومة العراقية.
إن كرامة العراقيين ليست مجالًا للمساومة أو الصمت، فقد آن الأوان لاتخاذ خطوات دبلوماسية حازمة تجاه هذه الإساءات. ندعو وزارة الخارجية العراقية إلى تقديم مذكرة احتجاج رسمية إلى الحكومة الأردنية، تطالب فيها بتوضيح رسمي وإجراءات رادعة لمنع تكرار مثل هذه التصرفات المسيئة. كما نحث الحكومة العراقية على مراجعة العلاقات الدبلوماسية مع الأردن، والبحث في إمكانية تعليقها أو اتخاذ إجراءات تصعيدية في حال عدم وجود رد مناسب يعكس الاحترام المتبادل بين البلدين.
لسنا دعاة قطيعة، ولكننا نرفض أن تُهان كرامتنا تحت أي ظرف. إن العلاقة بين العراق والأردن يجب أن تُبنى على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لا أن تكون ساحة مفتوحة للإساءة والتحريض ضد العراقيين. وإن كانت بعض الجماهير تجهل معنى الأخوة، فإن الحكومات مسؤولة عن وضع حدود واضحة لمنع هذه التجاوزات وضمان عدم خروجها عن السيطرة.
السياسيون العراقيون اليوم أمام اختبار وطني، فإما أن يكون لهم موقف يعكس إرادة الشعب، أو أن يتركوا المجال للغضب الشعبي ليقول كلمته. الكرامة الوطنية لا تُباع ولا تُشترى، وهي فوق كل الاعتبارات. الكرة الآن في ملعب الحكومة، فهل سترتقي إلى مستوى التحدي؟