هولندا- واع – ضرغام زكي
تشهد هولندا أجواء انتخابية محتدمة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وسط تنافس حاد بين الأحزاب السياسية الكبرى على استقطاب الناخبين في ظل تغيّرات واضحة في مزاج الشارع الهولندي.
وتنتشر في المدن الهولندية الملصقات الدعائية للمرشحين في مواقع محددة أُجيزت مسبقاً من قبل البلديات، في إطار الضوابط القانونية التي تمنع تعليق الإعلانات بشكل عشوائي في الأماكن العامة.
كما تشهد الساحة السياسية نشاطاً مكثفاً يتمثل في اللقاءات التلفزيونية اليومية والمناظرات، إلى جانب الجولات الميدانية التي يقوم بها قادة الأحزاب للتواصل المباشر مع المواطنين.
وشهدت مناظرة تلفزيونية نُظمت الخميس الماضي مواجهة حادة بين قادة أبرز الأحزاب، من بينهم زعيم حزب الحرية (PVV) المعروف بمواقفه المعادية للهجرة والإسلام، وعدد من ممثلي الأحزاب اليسارية واليمينية الأخرى.
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن حزب العمال (PvdA) وحزب الخضر (GroenLinks) اندماجهما في قائمة انتخابية واحدة بهدف تعزيز حضورهما في البرلمان ومواجهة تصاعد الأحزاب المتشددة، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تراجع الثقة بالأحزاب الوسطية التقليدية.
ورغم التوقعات بحصول حزب الحرية على عدد كبير من المقاعد، أكدت غالبية الأحزاب خلال المناظرات أنها لن تشارك معه في أي تحالف حكومي محتمل، الأمر الذي قد يضعه في عزلة سياسية رغم قوته الانتخابية المتوقعة.
ويُذكر أن الانتخابات السابقة شهدت انخفاضاً في نسبة المشاركة الشعبية، غير أن المؤشرات الحالية تفيد بارتفاع ملحوظ في الاهتمام بالتصويت هذا العام.
ويملك كثير من أبناء الجاليات العربية، ولا سيما العراقية والمغربية والتركية والسورية، حق المشاركة في التصويت بحكم حملهم الجنسية الهولندية، ويُعد حزب العمل–الخضر وحزب “دنـك” (Denk) الأكثر قرباً من هذه الجاليات بحكم مواقفهما المعتدلة الداعية للتنوع والتعايش.
وتبقى صناديق الاقتراع هي الفيصل في تحديد ملامح الخارطة السياسية المقبلة لهولندا، في انتخابات يُنتظر أن تكون من أكثر الاستحقاقات السياسية سخونة منذ أعوام.






























